تعريف مدينة المكنين .. مالا عرفه عن المدينة ..

لموقع الجغرافي تقع مدينة المكنين في قلب الساحل الشرقي التونسي، و تمتد على الطريق المتوسطة رقم 82 ، التي تربط بين سوسة و المهدية، تحدها شرقا سبخة المكنين و طبلبة و البقالطة و غربا طوزة و بني حسان و شمالا قصر هلال و جنوبا منزل فارسي و سيدي بنور ، مساحتها كمنطقة بلدية 1549 هكتار. التاريخ "مكنة" أو المكنين مدينة عريقة سكنت مند القدم و هي تفتخر بانتسابها إلي اللوبيين فالبونيينثم الرومان فالعرب المسلمين. يعتبر سكان المكنين من أصل بربري كما تدل على ذلك بعض الآثار التي وجدت بها بالإضافة إلى بعض الأواني و التحف الموجودة بمتحف المكنين و الدالة على ذلك . و لكن يمكن أيضا اعتبار المكنين رومانية الأصل إن نحن اعتمدنا بعض الآثار الرومانية التي وقع اكتشافها في ضواحي المدينة منها لوحة من الفسيفساء و بعض الأواني الفخارية والمصابيح الزيتية و مجموعة من النقود . عاشت مدينة المكنين حضارات مختلفة، فمن الحضارة الفينيقية التي عرفت بصناعة الفخار مرورا بالحضارة الرومانية التى تركت آثار مختلفة ( صهاريج- مقابر- فسيفساء و آواني فخارية...) و تعتبر منطقة القلالات لدى عامة الناس و حتى لدى بعض مؤرخي تاريخ المدينة المنطقة التي شهدت انطلاقة هذه الحرفة منذ مئات السنين و عبر مراحل تاريخية متعددة . المكنين في العهد البوني استنادا إلى الحضور البوني المكثف في المنطقة (بين المنستير و البقالطة) يمكن افتراض وجود المكنين باسم آخر في مكانها الحالي في تلك الفترة و لعل وجود مقبرتين بونيتين إحداهما في الأحياء الشرقية من المدينة(حي القوبين و حي القلالات)و الأخرى بالأحياء الشمالية الغربية اكتشفت في 11 نوفمبر 1995 , يمكن أن يحيل على وجود تجمع سكاني هام بين المقبرتين لا سيما و كلاهما تمتد على مساحة هامة .
الفخار في العهد البوني حين وقع اكتشاف المقابر اليونية الثلاث بالمدينة( الأولي شرق المدينة بحي القلالات و الثانية بحي القنال والثالثة جنوبها بحي الملعب) وحين تم تفحص محتويات الغرف الجنائزية فيها واستنطاقها روت لأجيال العصر الحاضر حياة الخزفيين في العهد البوني. و لعل ما ذكر يحيلنا حتما علي أن صناعة الخزف والفخار عريقة في هذه الربوع زد علي ذلك وجود نوع من أنواع الفخار لا تزال إلى اليوم يطلق عليها تسمية "البوني-البونية"وهي تشبه إلي حد القطع الفخارية التي عثر عليها في المقابر التي ذكرنا. المكنين في العهد الروماني أما عن العهد الروماني فإن الخريطة الأثرية الرومانية لمنطقة المكنين تحمل أكثر من ستين موقعا أثريا رومانيا منها : هنشير الشقاف (أفران فخار تعود إلى العهد الروماني المتأخر و بداية العهد الوندالي) قصر جعفر (كنيسة بيزنطية لم يقع الحفر عنها بعد- مواجل رومانية ) السميرات بمنطقة عميرة التوازرة من معتمدية المكنين و هنشير الفول و هنشير شقير وساقية الحمام و وادي الهواري و دار هارون . بقي أن نشير إلى أن هذه المواقع منتشرة هنا و هناك في معتمدية المكنين و لعلها تمثل مساكن لأصحاب الضيعات الفلاحية من المعمرين الرومان لا سيما و قد عرف المكان (حيث توجد المكنين الآن) بأنه منطقة فلاحية هامة منتجة للحبوب خاصة . الفخار في العهد الروماني ما من شك أن صناعة الفخار قد استمرت الى العهد الروماني في هذه المنطقة و ما العثور على عدد يفوق20 من أفران الفخار الرومانية بمنطقة هنشير الشقاف غرب المدينة إلا دليل على ذلك إضافة إلى عديد الأواني الفخارية التي عثر عليها في مناطق عدة من المدينة. المكنين في العهد العربي الإسلامي تعود المكنين العربية الإسلامية إلى القرن الرابع للهجرة حيث تم بناء أول جامع بالمكنين ( جامع سيدي بو عبانة) في جمادى الثانية سنة 650 هـ/ أوت 1252 حسب ماتفيده نقيشة في قطعة من الرخام الأبيض تم العثور عليها.

Commentaires