ماذا يعني تاريخ 5 سبتمبر 1934 ؟ للوطن و للحركة…


هذه المعركة كانت بداية عهد جديد في الكفاح ضد المستعمر اذ لم تكن حدثا مستقلا بذاته بل كانت بداية أحداث 
عديدة في عديد المدن و القرى التونسية و قد كانت كردة فعل شعبي على إثر ابعاد زعماء الحركة الوطنية الى الجنوب التونسي .

ففي يوم الثلاثاء 4 سبتمبر 1934 انتظمت مظاهرة ضمت قرابة 2000 شخصا في المدينة ثم تقدم وفد يمثل المتظاهرين الى الكاهية بلائحة احتجاج على ابعاد الزعماء ، يتكون من السادة محمد زخامة ، امحمد بعيزيق ، حسن بن صالح ، العجمي بن الحاج أحمد سليم ، صالح شقير و أحمد الزاير ( من المكنين ) و أحمد عياد و محمد براهم و محمد الحجري ( من قصرهلال ) .
و انفضت المظاهرة اثر ذلك في حدود الساعة 14 لتعود من جديد يوم الاربعاء 5 سبتمبر 1934 بمشاركة ما عددهم بين 5000 و 6000 متظاهر تقريبا من اهلي المكنين و المدن المجاورة ، و قد عمد المتظاهرون الى الاعتداء على الكاهية الذي قابلهم بالشتيمة و السب و وقع حرق جانب من ادارة الكهاية و تمت اشتباكات مع قوات السلطة الاستعمارية استقرت على قتل عون من الجندارمة الفرنسية و جرح عدد منهم من جانب المستعمر و على استشهاد محمد التومي في ساحة المعركة و احمد البرشني متاثرا بجراحه بعد ايام قليلة و عدد من الشهداء اصيلي المدن المجاورة ( 14 شهيدا ) كما جرح عدد كبير من الوطنيين . و قد تم القاء القبض اثر ذلك على عدد كبير من الوطنيين 57 على ثلاثة دفعات


نص العريضة 

الى حضرة حكومة الحماية 

الى جناب المقيم 

نحن أهالي المكنين و ضواحيها نرفع أصواتنا عالية بالاحتجاج الحار ضد قرار الحكومة في شأن توقيف جريدة " العمل " و نطلب بإلحاح كلي رجع هذا التحجير الجائر و الترخيص للجريدة باستئناف الظهور . كما نطلب الافادة رسميا عن مآل رجال الديوان السياسي و عن الأسباب التي انتحلت لايقافهم و ابعادهم و نستنكر أشد الاستنكار هذا العسف و هذا الارهاق و نلح الحاحا كليا في ابطال هاته التدابير الظالمة و اعادة المبعدين الى مقراتهم . 

المتظاهرون من أهالي المكنين و قصر هلال و ضواحيهما 

Commentaires